ما هي الصورة النمطية في وسائل الإعلام (2)

hijaabإعداد: علمني الصحافة_ديمة الحاج.

نكمل الجزء الثاني عن الصورة النمطية وكيفية تشكيلها، وما الآثار الإيجابية والسلبية المترتبة عليها.

الصورة النمطية تعني الحكم الصادر لوجود فكرة مسبقة سطحية لا يوجد بها الكثير من المعلومات عن فئة أو أمر معين، فيقوم الفرد بتعميم الصفة على مجتمع بأكمله وليس بتخصيصها.

على سبيل المثال: نعتقد غالباً بأن اللون الزهري للفتيات بينما اللون الأزرق للذكور، ولكن ما هي إلا صيحة من صيحات الموضة أطلقت بعد العرب العالمية الأولى لمجموعة من الثياب الزهرية للفتيات والزرقاء للشباب، ولكن تم إلتصاق هذه الفكرة في عقول الناس بشكل عام بأنه لون مناسب لكل منهم.

ترسيخ الأفكار النمطية في المجتمع يخدم مصالح الوسائل الإعلامية، الحكومات، وأصحاب رؤوس الأموال، حيث تلعب الصورة النمطية السلبية دوراً كبيرا في تبرير الحرب والاستعمار واعمال العنف لأن الحروب تبدأ في عقول البشر قبل أن تطبق على أرض الواقع، وللمزيد من التوضيح شاهد خطابات الرؤساء في أمريكا، أو الدول العربية كيف تلعب على الأفكار التي تؤكد بأن الشعوب تعاني من العجز  من إتخاذ مصيرها لوحدها والخوف من وجود ارهابيين في غرفة نومك أو وهي النغمة الأكثر تردداً في الوطن العربي لا وقت للحريات فهو يتعارض مع الأمن والأمان في الدولة! مما يجعل الشعب يقتنع بضرورة استعمار دولة ما أو جعل الحاكم يتولى السيطرة القامعة المطلقة.

images

أيضا تحديد معايير الجمال في إطار معين مثلما نراه اليوم من انتفاخ الشفتين والحواجب الغليطة! وغيرها وتكرار هذه الرسائل الإعلامية بعدد من “رأس المال الرمزي” وهو ما نسميهم اليوم “أيقونات الجمال!” لكون لهم سلطة للتأثير على عقول وتصرفات الآخرين لإقناعهم ودفعهم إلى مراكز عمليات التجميل فقط ليشعروا بالرضا عن ذاتهم وشعورهم بالجمال الذي يطالب به وسائل الإعلام وضغط على شعوب بأكملها لتصاب بالهوس به بالرغم أن تلك المعايير موسمية وتتغير حسب إحتياجات ورغبات أصحاب رؤوس الأموال!.

ومفهوم بأن المرأة كائن حي ضعيف قاصر جاهل لا يستيطع إدارة شؤونه بنفسه وأنها لا تستطيع التوفيق بنجاح بين كونها أم وزوجه وموظفة في آن واحد وهي فكرة مترسخة في الفكر العربي للحد من قدرة المرأة على الإنجاز والإبتكار والإبداع مما يجعل فئات معينه من الشعب تنبذها وتنفر من المرأة الناجحة.

وتخدم الصورة النمطية العنصرية ضد الأقليات، على سبيل المثال الإعلام الأمريكي يجعل الشعب الأمريكي يعتقد بأن الأمريكيين من أصول أفريقية جميعهم قتلة، تجار مخدرات، عصابات، إذا حين يقتل رجل شرطة رجل أفريقي فهو يدافع عن نفسه ولا يتهجم عليه، ناهيك عن الصورة النمطية لترسيخ “الاسلاموفوبيا” في كل أنحاء العالم وبعدة طرق.

حيث يستخدم الإعلام الأمريكي حيل كثيره حين يكون القاتل معتنق للديانة الإسلامية يبدأ الإعلام الأمريكي بالتحليل بأنه قاتل لأنه مسلم وأن دينهم يحرضهم على العنف و”الجهاد” بينما حين يقتل رجل أبيض على سبيل المثال مثل الحادثة المؤسفة “تشابل هابل” حين قتل رجل أبيض ثلاثة مسلمين شباب في أمريكا، حينها قام الإعلام الأمريكي بالدفاع عن الرجل الأبيض لكونه كان غاضب من موقف السيارات! وكأنه مبرر لقتل ثلاثه، تارة أخرى لأنه ملحد ويكره كل الأديان بالرغم أنه لم يتهجم إلا على المسلمين! وقالت أنه يعاني من مرض نفسي! ولم تطلق عليه مصطلح الإرهابي.

صورة تعبيرية

صورة تعبيرية

وصورة المسلم لدى الإعلام الغربي هو ذاك الرجل القبيح جدا ذو اللحية المنفرة والرداء الأبيض والملامح القاسية المرعبة يمسك سلاح في يديه ويقول الاسلام ليس دين عنف، والمراة المسلمة هي المرأة المرعبة التي ترتدي الأسود “النقاب” من رأسها حتى أخمص قدميها، وهي صورة تم تعميمها وانتشارها بسهولة والفزع منها دون عرض أي نماذج طبيعية متوسطة للمسلم وبأن التطرف غير محصور على دين أو عرق ما!.

ختاماً الكثير من الأفكار سواء الدينية التي اقتبسناها من الشيوخ، أو الأفكار الأخرى فيما يتعلق بالسياسة الأحزاب والدول وغيرها من المواضيع تدخل في إطار ضيق لخدمة الصورة النمطية فقط، لهذا فكر حلل انتقد ولا تكن من اصحاب “العقول القيمة” التي تصنف الآخرين إلى الجنة والنار وترى العالم إما أبيض أو أسود أو حق أو باطل! بينما “العقل النقدي” يستطيع رؤية الرمادي ويرى أكثر وأعمق ومن عدة زوايا مختلفة.

6 أفكار على ”ما هي الصورة النمطية في وسائل الإعلام (2)

  1. تعقيب: كيف يزرع الاعلام الغربي “الاسلاموفوبيا” في نفوس المشاهدين | علمني الصحافة

  2. تعقيب: كيف يزرع الاعلام الاسلاموفوبيا في نفوس المشاهدين | علمني الصحافة

أضف تعليق