لماذا العشرينات فترة حاسمة في حياتك!

getty images

إعداد:  علمني الصحافة_ديمة الحاج..العشرينات العمر الذهبي ليس مجرد مرحلة عمرية نتباهى فيها بالجمال وبحب المغامرة، بل هي مرحلة مصيرية يترتب على قراراتك فيها مستقبلك الآتي وكيف ستعيش حياتك فيما بعد، سأذكر بعض الأسباب  التي تجعل من العشرينات مرحلة حساسة.

1.تقرر ما هو تخصصك الدراسي: قبل أن ندخل العشرينات نقف أمام السؤال ماذا تريد أن تدرس في الجامعه، وهو ليس بالسؤال الهين والترفيهي، الأغلبيه تقرر تخصصها بناء على رغبة والديهم، معلميهم والمجتمع الذي يحيط بهم، لكن القليل يسأل نفسه ما هو التخصص الدراسي الذي أجد معنى لحياتي فيه وأكتشف شغفي به وأبذل الجهد من أجله، لهذا الأغلب يعيش حياة دراسية مملة لإرضاء الآخرين لكونه لم يكتشف بعد ما الذي يرغب في دراسته، والكافتيريه الجامعية تكون وسيلته المثلى في التخفيف عن مأساة كتبه ومحاضراته الجامعية، لهذا حاول أن تكتشف ما هي مادتك المفضله والتي تبدع فيها قبل أن يختارها أحد عنك؟

2.تقرر الارتباط أم ليس بعد: في المجتمع العربي يضع الحد العمري الطبيعي للزواج في مقتبل العشرينات فقط، على الفتاة فيه أن تقرر أن تتزوج فيه أم يفوتها القطار كما هو سائد، في الحقيقة المجتمع يحاول أن يحدد تصرفاتك ورغباتك ويفرض عليك الكثير من قرارته، ولكن هذا قرار مصيري، ففكري ملياَ هل أنتِ مستعد/ة لتأسيس عائلة وستتحملين أو ستتحمل مسؤلية بيتك، فالحياة ليست نزهة صيفية ليست فيديو كليب غنائي أو فيلم ما، فهل تريدين أن تتزوجي لتغلقي فم الجارة والأقارب، أم لتثبتي لغيرك بأنك مرغوبة ومحبوبه، أم لأن كل من حولك تزوج ولم يبقى إلا أنتِ، أم لأنك تريد هذا من كل قلبك وعقلك وسوف يكون هذا الزواج مبني على أسس سليمة، خصوصا الفتيات يتعرضن لضغط أكثر من الشباب الذكور من أجل الزواج، ففكري ملياً ولا تحاولي أن تمثلي دور الضحية فكل حياتك هي كتلة من قرارتك المتراكمة.

  • 3.تقررين الإنجاب: نعود لفئة الفتيات وما يتعرضن له من ضغط جاهلي من قبل المجتمع، فبعد دخول الفتاة القفص الذهبي، تتراكم الأسئلة متى ستنجبين وسيستمرون في الإلحاح عليها كي تنجب الذكر “ولي العهد” وحين تنجبه عليها أن تنجب أخ له كدعم ومساند للعائلة، لكن يا عزيزتي أطفالك ليست دمى محشوة بالقطن تحضرينهم إلى هذه الدنيا وتنسين أمرهم بعد ذلك! مع كل طفل يترتب على الأم والأب مسؤوليات جمه مادية ومعنوية وأخلاقية في التربية، فكري ملياً في عدد الأطفال الذين تودين إنجابهم وفكري أكثر بالطريقة التي يكونون بها فعالين في المجتمع وكيف ستوفرين لهم حياة كريمة.

    4.تقرر أهدافك وطموحك: في العشرينات تسعى وراء أحلامك عادة وإن كنت من الطموحين سوف تضع قائمة من الرغبات والأمنيات التي تود الوصول إليها، سوف تقرر ما الذي تريد أن تكونه، أكيدا الطموح ليس له عمر محدد، ولكن العشرينات هي المرحلة التي تبدأ فيها ولا تنتهي إلا حين تأتيك المنية، سوف تتبلور مبادئك وقيمك وأخلاقك فالمواقف التي ستتعرض لها سوف تحسم أمرك في طبيعة مبادئك وكيف تتأقلم مع الحياة والأشخاص.

    5.تقرر توجهك السياسي ومعتقدك الديني: في العشرينات لن تقرر أن تبقى متدين بديانة والديك أم تتخلى عنها فهذا أمر نادرالحدوث، ولكنك ستقرر إن كنت ستتمسك فيه أم لن تلتزم به، وستقرر أن تتشدد وتتطرف وسترى مذهبك هو الأفضل والجميع كفرة يستحقون الشفقة، أم ستكون وسطي معتدل في الحياة تتعامل بمبدأ الإنسانية الذي يقوم عليه كل الأديان أيضاً، هل ستهتم بالتعمق بديانتك أم ستكتفي بما لقمه أهلك والمعلمون ورجال الدين إليك، سوف تقرر توجهك السياسي هل يسير على نسق والدك أم يخالفه، ولماذا تؤمن بمبادئ هذا الحزب ولماذا لا تؤمن بالآخر، أو لماذا لا تحب السياسة ولا تهوى الدخول في تفاصيلها من الأساس.

في الختام مهما كانت القرارات التي سوف تتخذها، فهي ستشكل شخصيتك وستوجه حياتك، وبالرغم أن الإنسان لا يختار ملامح وجهه، طوله أوقصره، لا يختار اسمه، ومن والديه وكم عدد إخوته ومن هم أقاربه، وفي أي بلد يعيش وهو صغير، وما هي جنسيته واللغة التي يتحدث بها،  لكنه يختار موقفه تجاه هذه الأمور، فكل هذه الأمور تفاصيل صغيره مقارنة بالأمور التي ستقررها أنت في حياتك، هذه حياتك أنت لا تسمح لأحد من مجتمع وأقارب أن يختارها عنك لأنك أنت وحدك من سيتحمل فاتورة ما يفعل سواء في الخير أو في الشر في الدرجة الأولى، ولا تقبل بتفكير  المجتمع السائد الذي يحث على عدم المحاولة لتغيير حياتنا للأفضل لأنه هذا ما كتب الله علينا من قضاء وقدر، وحاول قدر الإمكان أن تجعل حياتك جديرة بالحياة والتذكر بعد الوفاة.

أضف تعليق